#02.. التحدي بعنوان: " رقصات حربيّة"

Feb 01, 2012 15:41


.
@Elladora7 @Fayafiii @renoa_heartilly @toofy88 @Lena_Alkhashab @MsCandy18
#storychallenge
قصة التحدي الثاني ... بعنوان.. "رقصات حربيّة"
كتبتها بينما أستمع إلى هذا اللحن
Limits
):

*عندما أدركت تشابه فكرة (الثورة الشعبيّة) بيني وبين مس كاندي .. رغب بكتابة القصة من جديد بفكرة مختلفة ولكن لم يتسع الوقت لذلك.. أعتذر*
.

في بلد شماليّة, بعيداً في الشمال أرض الثلوج
بدأت ثورات شعوبيّة لتحرير أراضيهم من العدو الاستعماري,لم تكن ثورة متحدة, فكل بلد يثور وحده
ولهذا بات العدو واثقاً من هزيمتهم جميعاً..
.
.
بعد عدة هزائم, في أماكن مختلفة من دولة الشمال,انتبه الشعب لخطأه, وبدأ يتعلّم سبب هزائمه المستمرة..لم يستسلم, بل تمهّل قليلاً ليتواصل مع بقيّة البلدان, كي يتمكنوا من دعم بعضهم البعض ويقوموا بتشتيت العدو وإضعافه.. كما كان يفعل بهم طوال الوقت!
بدأوا باستعداداتهم, لا معارضات ولا خيانات..شارك نسائهم وأطفالهم في الإعداد وتجهيز الأسلحة بل وحتى القتال

علم العدو ببعض التحركات فأرسل جيشاً لردعها..كانت تلك خطتهم أن يستدعوا العدو في المكان الذي يختارونه هم وفي الوقت الذي يناسبهم..

كان شعارهم مايردده البطل 'ماكسيميليان' دائماً:.
"ولدنا أحراراً, وحريتنا هذه لن يقيّدها عدو جشع يطلب رضوخنا.. فلنحيا أحراراً أو فلنمت بشجاعة"


أرسلوا فرقة استطلاعية لترصد تحركات الجيش وعددهم.. كانت مكونة من 30 رجلاً انضم إليهم فتى في الثانية عشر من عمره
اختاروا أفضل رجالهم وأسرع خيولهم كي يتحركوا بخفة ويتمكنوا من تفادي أي هجوم مباغت

كانت ليلة صامتة! لا رياح فيها.. أرض بيضاء وبدرٌ غاضب في السماء يبدو قريباً وجميلاً تكسوه حمرة خجلى, أخذت بالتزايد شيئاً فشيئاً وكأنما كان البدر يمتص ما تم سفكه من دماء ويرقب أفعال البشر وطباعهم العجيبة ووحشيتهم

مضت الفرقة في طريقها, وكانوا قد أخذوا طريقاً جانبياً حتى يستكشفوا مواقع الجيش, سكون تام ومزعج!!
أحس 'ماكسيميليان' بأن شيئا مريباً سوف يحدث. عندما وصلوا إلى مخيم ساكن, ناره مطفئة انقسموا إلى نصفين ليغطوا منطقة أكبر وحتى لا يقعوا في أية فخاخ يرصدها لهم العدو... تقدمت الفرقة نحو المخيم مباشرة كي يتفحصوا الخيام
"مهلاً!! هذه ليست خيام العدو!!"
عرف ذلك من تصميم الخيام, ولكنه صعق عندما تفقدها من الداخل!طلب خمسة من الفرسان بهلع وأخبرهم بأن ينطلقوا عائدين إلى المدينة المحصّنة كي يخبروهم بما وجده من معلومات.. وكي يتفقدوا المجموعة التي قدمت من الجنوب للاتفاق معهم! فهي مزوّرة...

تهاوت إلى مسامعه أصوات صيحات هجومية وضرب أقدام خيول, عدد كبير من الخيول!! ليست فرقته فقط!
وصل مجموعته عائدين يحذرونهم من المكيدة.. وبأن العدو يهجم عليهم الآن .. لم يمكّن 'ماكسيميليان' الصدمة من تملكه بل أسرع بإعطاء الأوامر للخمسة بأن يخبروا البقية عن الخيانة بين صفوفهم! "العدو يعرف خططنا مسبقاً, هناك خيانة انطلقوا ونحن سنقوم بحمايتكم!!" صرخ بهم عندما رأى ترددهم .... خذوا 'سيزار' معكم, رفض الأوامر ولكن 'ماكسيميليان' لم يعطه مجالا حمله وألقى به على خيل أحدهم وأمرهم الا يتوقفوا لأي سبب إلا في بلدهم وأمام قائدهم كي يخبروه بالأمر
أعطاهم مايملك من مؤونة وأوصاهم بأن يتجنبوا الطريق العامة حتى لا يقضي عليهم العدو...

صاح ببقية الفرقة الاستطلاعية:
" هيه أيها الجنود, تذكروا بأنكم أحرار.. ودافعوا عن أرضكم بشجاعة.. هيا! جميعاً ما رأيكم بأن نرقص رقصة الموت الأخيرة, ولنأخذ أكبر عدد من جنود العدو معنا.. أسمعوني صليل سيوفكم طوال الليل ولا تتساقطوا سريعاً كالذباب!! أطربوا مسامعي يا رفااق"
صرخ بقيتهم بحماس موافقين قائدهم فيما قاله..
من خلف تلك الصخرة المرتفعة, اختبأ 'سيزار' مترقباً شجاعة رفاقه.. كان يترقب رؤيتهم.. وياللسخرية, كان متفائلاً بالنصر وصل حوالي المئة جندي.. وبدأت المعركة بإلتحام الفريقين.. كانت الفرقة الاستطلاعيّة قويّة بالفعل.. تخضبت سيوفهم بدماء خمسين رجلاً حتى الآن.. شاهد 'سيزار'
من بعيد رؤوساً متطايرة تسقط على الأرض, يتبعها سقوط بقيّة الجسد.. أصوات المعادن تصطك ببعضها البعض بوحشيّة, كانت سيوفهم تتحرك بانسيابيّة تضاهي أفضل الرقصات, باتحادها مع أصحابها تشكل مع خيولهم ثلاثياتٍ بديعة لا تُقهر!
أصوات تقطيع الرقاب بدأ بالازدياد وتارة تعزف سيوفهم سيمفونية المذبحة الأخيرة حيث تغني بإيقاعات متناسقة ثم تنتهي بجندي ميت.. لم يعد بالإمكان التمييز بينهم..

زاد الجنون مع انتشار رائحة الدماء, وظن الجميع باقتراب نصرهم.. فالمئة جندي شارفوا على الفناء .. "هنيئاً يا رفاق.. أوشكنا على النصر" صاح أحدهم بزهو وهو يلاعب الجندي أمامه.. "لاتستعجل النصر فما يزال الوضع مريباً" قاطعه 'ماكسيميليان' وأمره بأن يكون جاداً.
عند سقوط آخر جندي لم يتمالك 'سيزار' نفسه.. كاد يطير من الفرحة وأخذ يصرخ هاتفاً بأسمائهم بينما يخرج من مخبأه كي ينزل إليهم, وإذ بعينيه تتسعان في رعب, وجسده يتصنم في مكانه!!  
وبينما انتهوا منهم جميعاً نزلوا عن خيولهم كي يتفقدوا أرض المعركة ثم صرخوا بصيحة واحدة ابتهاجاً.. عدا 'ماكسيميليان' الذي سمع هتافاً من بعيد,التفت ناحية الصوت وأمر رفاقه بالصمت..
كان 'سيزار' متيبساً في مكانه ماداً يده نحو الشرق والأخرى تضغط على فمه بشكل مريب انتبه 'ماكسيميليان' لابد وأن المزيد قادم, أمر رجاله بالاستعداد ولم يصدقوه في البداية! ولكن عندما سمعوا أصوات الهجوم! أدركوا بأن القادم أشد شراسة مما انتهوا منه! وصل دعم العدو متأخراً ولكن بأعداد كبيرة الآن صرخ بالصبي " اختبئ, سيزااار .. اختبئ"

الانسحاب أمر غير وارد.. وبينما يستعدون جرى نقاش سريع بينهم "أفضل وسيلة هي الهجوم!" قالها 'ماكسيميليان' من الصعب بقائهم متحدين, سوف تتم محاصرتهم في مكانهم مع هذا العدد الهائل, والكثرة سوف تغلب شجاعتهم.. "لنحاول اختراقهم قبل الوصول" قال أحدهم..
"هجوم إنتحاريّ؟" صوت يتسائل من بينهم
"أعتقد بأننا نعرف نهايتنا الآن, ولكن هلّا قتلنا مانستطيع منهم قبل ان.." تررد في كلامه فقاطعهما فارس آخر.. " لا وقت لدينا سوف ننتشر, لن نستفيد إذا ماحوصرنا"
"ولكن هل يعني هذا افتراقنا؟"
"لابد من ذلك فعددهم هائل ومن الأفضل لنا ألا نبقى معاً"
"لنحاول الوصول إلى قائدهم وقتله!"
"فكرة رائعة ولن نتمكن من ذلك ببقائنا معاً فنحن لا نعلم مكانه حتى"
"حسنا فليذهب كل اثنين منا في اتجاه"
"أجل ولنشق طريقنا بين صفوفهم قبل أن يضيقوا علينا"
"لاتريحوا شياطينكم حتى تحصلوا على رايتهم بعد قتل القائد!!!"

منتظرين الإشارة من زعيمهم , الذي صاح بهم:
"الموت أمامنا دون شك.. *التمعت عيناه* مارأيكم يارفاق! لننس أمر رقصاتنا الاستعراضية اللطيفة التي اعتدنا عليها,لنصبح آثمين, ولنرقص رقصتنا الشيطانية الأخيرة.. بدأنا نهراً من الجثث والدماء.. لنجعله بحراً.. نصبغ الأرض البيضاء الجميلة باللون الأحمر.. لا تتركوا شبراً تمرون من فوقه بسلام..فلتشبعوا نهم سيوفكم ولترتوي الشياطين من الدماء هذه الليلة ولا تجعلوها تتذوق دمائكم!"
أمسك كل واحد منهم بسيفين .. وانتشروا بالفعل في جميع الاتجاهات  بدأوا احتدامهم مع عدوهم.. "مالخطأ.. نحن نخترقهم بسهولة حتى الآن.. لا توجد مقاومة, والارتباك يبدو جليّا في تصرفاتهم!"
كانت أوامر العدو أن يحاصروهم ويمسكوا بهم أحياء كي يقوموا بإعدامهم أمام بلدان الثورة والتمثيل بهم.. ولذا فلا يستطيع الجنود التصرف بحرية..
كانوا جميعهم يشقون طريقهم بقوة داخل صفوف العدو عندما أدرك 'ماكسيميليان' شيئاً مرعباً! "هذا خطأ!! الوضع لا يبدو مطمئناً مالذي يفكرون به؟ أوه يا إلهي!! قرار خاطئ! مالذي فعلته!؟" أدرك ان الأوان قد فات ولن يملك سوى التقدم إلى الأمام...

فخطة العدو تقتضي محاصرتهم من الداخل اذا ماصعبت محاصرتهم معاً في مكان واحد فهم بوحدتهم لن يمكنوا العدو من الاقتراب منهم!!
"خطأ فادح يا ماكسيميليان, ولكن شكراً لك.. لقد سهّلت مهمتنا" قالها قائد جيش العدو بعد أن اطلق ضحكة جنونيّة.
.
.
.

"اختبئ يا سيزاااار" هذا ماسمعه الصبي وهو أيضاً مافعله بشكل غريزيّ.. فالجيش القادم كانت  أعداده مهولة
'سيزار' ليس طفلاً عابثاً, بل هو صبي شجاع و ماهر في استخدام السيف ولكن هذه أول معركة يخوضها.. شاهد اشتباكات ثوريّة في بلدتهم ودافعوا عنها, ظن بأنه لن يخشى القتل لو كان أمامه شخص او اثنان ! ولكن ليس في معركة حقيقية!
لم يتوقف صوت احتكاك الأسلحة كما الصيحات, كان يشعر بالقوة والثقة في الساعات الأولى وكانت تطربه تلك الأصوات.. ولكن الآن!! بعد اختفاء رفاقه داخل صفوف العدو, لم يعد يشعر بذلك..

انتصف الليل.. وبدأ القمر الغاضب بالتلاشي خلف الغيوم.. والأجواء تزداد ظلمة, رعباً وجنوناً
.
.
.
لم يتمكن من الحراك, الرائحة التي حملتها الرياح بدأت تصيبه بالغثيان, لا يدري ماذا يفعل.. لم يعتد على ذلك,
انتقلت اجواء المعركة إلى مكان أبعد, ومساحة أوسع.. لا يرى شيئاً من هنا الأصوات تتابع خفوتها شيئاً فشيئاً
صرخة قوية دوّت من بعيد.. تلاها صمت مفاجئ وسكون.
.
.
قطرات تساقطت على رأسه جعلته يفز من سطوة أفكاره المخيفة.. رفع رأسه فإذا بالمطر ينهمر بقوة.. والظلام الحالك قد تحوّل إلى نور رماديّ.. كم مر من الوقت دون أن يدرك ياترى؟
مايزال الهدوء مسيطراً.. تجرأ 'سيزار' على الوقوف متشبثاً بسيفه.. ونزل نحو الساحة..
طلع الصبح.. وبات بإمكانه الرؤية... ولكنه تمنى لو لم يستطع!
يقلّب علينيه بحثاً عن بقعة بيضاء خاوية! يفرك عينيه بقوه غير مستوعب ما يشاهده
أين تلك المساحة البيضاء الجميلة؟! لقد كانت شاسعة ومبهجة
عند وصولهم وقبل أن يحدث ماحدث.. كان يحدّث "ماكسيميليان" عن رغبته في القدوم إلى هنا مستقبلاً للتزلج!! أين تلك البقعة الآن؟! بل أين ماكسيميليان! والبقيّة؟ جميعهم يعلمون بأنه مازال هنا.. والمعركة انتهت على مايبدو, فأين هم؟

نزل إلى الساحة.. المكان الذي اجتمعوا فيه تملؤه الجثث المتراكمة رؤوس هنا واشلاء هناك, ودماء امتزجت بقطرات المطر..
كان النصر حليفهم هنا! كان المشهد جميلاً من بعيد.. ولكن لماذا يحس بالألم؟
ألا يجب أن يحس بالسعادة لأن رفاقه هم من قتلوا العدو؟
"لابد وأنني جننت, مالذي أفكر به الآن؟ لا مكان للشفقة على العدو في قلبي"

كلما تقدم, غاصت قدماه أكثر.. تخوض في مستنقع مقيت رائحته خانقة.
تعمّق أكثر في خضم هذا المستنقع, ذاهباً للبعيد حيث انتقلت المعركة, باحثاً عن رفاقه.
هنا حيث افترقوا! على النقيض من ذلك المستنقع, تتواجد هنا جثث غير مقطعّة, حتى الخيول لم تسلم من القتل! يا للوحشيّة. لا أعتقد بأن رفاقي قد فعلوا ذلك فهم نبلاء, على عكس جنود العدو السفاحين..
هربت دمعة من زاوية عينه اليمنى, لم يشعر بها, فذهنه منشغل باستيعاب المذبحة المهولة التي يقف على أطلالها.

أين الجميع!! لا رفاق ولا عدو! تلثّم بالوشاح بشدّة تجنباً لاستنشاق الهواء, كل مايراه سواء, لم يعد يرغب بمشاهدة المزيد يريد الخروج فقط من هنا! لم يلاحظ ذلك ولكن شلالين من الدموع ينحدران من عينيه بينما يركض للأمام محاولا عدم التركيز فيما يراه! لم يحتمل كل هذه القسوة.

بعد مسافة لا يعلمها من الركض المتواصل, بدت ملامح معسكر من بعيد.. زاد من ركضه علّه يجد رفاقه يحتفلون هناك!! ربما التهوا بفرحة النصر عن العودة لأخذه؟! مسح عينيه بكفيه بقوه كي يرى بوضوح, لا مجال للشك إنها خيام معسكر سأجدهم بالتأكيد, توقف قليلاً يلتقط أنفاسه ويشعل الأمل في نفسه بالتفكير قليلاً في هذه الفكرة! "نعم سأجدهم هناك بلا شك" قال سيزار في نفسه بينما يقلّب نظره مرة أخرى فيما حوله بأسى وإذا به يلمح شيئاً مألوفاً لديه!
اتسعت عيناه بدهشة غير مصدق لما يرى! رايتهم! "زاك زاااك" ركض نحوه مسرعاً "يبدو منهكاً... زاك افتح عينيك, زااااك" قال ببطء وبصوت باكٍ , ولكن لا حراك بدأ يهزه بحركات خفيفة تبعتها قوية, حاول أن يجلسه ربما أغمي عليه فقط.. "يا إلهي ماهذااا!" صرخ "سيزار" بألم يد زاك اليسرى مقطوعة.. تركه فجأة و ظل يراقبه لفترة, "انه لا يتنفس!" وضع يده مكان قلبه, وقتها لاحظ جرح عميق في صدره, وتحسس قليلا, لا نبض! "مالذي يعنيه هذا؟" تلفت حوله "جميع الجنود على هذا الحال, لا يتنفسون والدماء تغطيهم تماماً مثل زاك! أيعني هذا بأن زاك ميت؟!! مستحيييل, مالذي أهذي به, زاك متعب فقط وسوف يستقيظ بعد أن يرتاح قليلاً.. زاك هو أقوى شخص في وطننا بعد ماكسيميليان, إيه؟! ماكس.. أين ماكس؟ أين البقيّة؟" نهض من مكانه متقدماً نحو الخيمة, لا يوجد أي جندي هنا, غريب! سمع جلبة خفيفة تصدر  من داخل الخيمة, تيبس في مكانه فجأة, ظل مترقباً ان يخرج عدو من هناك! ولكن لم يخرج أحد؟

زاد من قبضته حول سيفه وتقدم ببطء, محاولاً رؤية ما بالداخل, وإذ به يسمع شخص يتأوه, دخل بحذر ثم فز صارخاً "مااااكس, هل أنت بخير؟" وجد ماكسيميليان مستنداً غير قادر على الحراك, دمعت عيناه عند رؤيته لسيزار.
 جلس عنده سيزار يتفحص وجهه "ماكس مالذي حدث؟ لقد انتظرتكم طويلاً ووجدت زاك نائماً في الخارج, كيف سارت المعركة؟" رد ماكس بصوت أجش محاولاً الابتسام لطمأنته ولكن الألم لا يحتمل, "زاك ليس نائماً ياصبي, لقد مات.. يبدو أن الجميع قد قتلوا" "ليس صحيحاً" صرخ سيزار مقاطعاً كلامه, "استمع إلي ياصبي.. أخبر الجميع بذلك, لقد وقعنا في الفخ عندما اقتحمنا صفوفهم, ولكنني تمكنت من الوصول إلى خيمة قائدهم هنا مع زاك, استطاع هو إسقاط الراية وتمكنت أنا من قائدهم, ولكن لا أعتقد بأنني سأبقى طويلاً فلقد طعنت بخنجر مسموم" أخبره بصوت متقطع الأنفاس
"أنت تكذب, ماكس أنا لم أعد صبياً كي تخيفني بكلامك هذا, كيف لأشجع فرساننا أن يموتوا هكذا؟ لقد انتصرنا عليهم, أليس كذلك؟ انظر.. لا أحد من جنود العدو موجود الآن.. لقد انتصرنا, كفاكم عبثاُ يا ماكس, هذا ليس وقت ألاعيبكم السخيفة معي"
"سيزار, هذه ليست إحدى ألاعيبنا يا بني.. لقد انتصرنا, نعم.. ولكن!" قطع كلامه سعال حاد ودم يخرج من فمه.. اتسعت عينا سيزار بذهول ثم ابتسم بشكل هادئ وغريب  "مااكس تماسك أرجوك انهض معي لنعد الآن أرجوك لا تقل بأنك ستموت", لم يجب ماكسيميليان فقد كان مشغولاً يلهث محاول التنفس ويستجمع شجاعته كي يخفف من صدمة الغلام المسكين.. أسىً عميق غمر ملامحه, "لن يستطيع سيزار احتمال الموقف, ذلك الصبي يملك قلباً مرهفاً" ثم قال.. "انظر إلي جيّدا يا سيزار, هل تظن بأنني سأتمكن من الوقوف مع كل هذه الجروح؟ يجب أن أنتظر قدوم الدعم, أتذكر خمسة منا ذهبوا, حان وقت عودتهم الآن... اخرج لانتظارهم.. بينما آخذ قسطاً من النوم فأنا منهك"
خرج سيزار دون أن يقول شيئاً, وأخذ يسير نحو الأمام بلا تركيز, يبحث عن الأرض البيضاء النقيّة, ولكنه لم يجدها أبداً, كل مايراه أمامه الجثث واللون الأحمر, وكل مايتنفسه رائحة خانقة للدماء تفقده صوابه شيئاً فشيئاً.... بدأت مستنقعات الدماء تقل, وبعد المزيد من المشي تجاوز أرض المعركة.. ومازال شارداً, بدأ يفقد إدراكه لما حوله, يفكر في ماحدث, اصطدم فجأة بشيء ما, وعندما انتبه كان "سيد" أمامه يمسك بكتفيه ويهزه بقوة, يناديه.. "عجباً, أراك أمامي وأسمع صوتك ينادي من بعيد يا سيد, لماذا؟" قال سيزار ضاحكاً..
"سيزار ماذا حدث؟ أين الجميع؟" سأله سيد بقلق.. "لقد انتصرنا يا سيد, قال لي ماكس أن أخبركم بأننا انتصرنا وبأنهم سينامون قليلا حتى تتحسن جراح الجميع"..

"لم يحدث شيء كهذا أنا فقط أحلم, كيف للبدر أن يصطبغ بلون أحمر؟ يا لي من غبي كيف اعتقدت فعلاً بأن شيئاً كهذا قد حدث؟ بدرٌ بلون أحمر؟ إنه كابوس فقط وسوف أستيقظ منه بعد قليل.. نعم بعد قليل سوف يأتي ماكس لإيقاظي حتى نذهب إلى السوق ونلتقي بأصدقاءه كعادتنا كل يوم".. ارتسمت ابتسامة اطمئنان على وجه سيزار. .

storychallenge #2

Previous post Next post
Up