الفصل السادس
لم أتخيل يوما.. ماذا قد تصنع الأشواق بعاشقين.!
عيناها تكذبان.. تضحكان.. و تخبئ خلف الهدب.. أحاديث البكاء..!
ساكوراي شو
في سيارة شو كان الصمت يلفهما بدثار واحد.. حتى نطقت شيزونا: أتعرف؟! إنك محظوظ جدا بأصدقائك شو كون..
شو يتنحنح: ها.! نعم صحيح فالجميع يقول هذا..
شيزونا: و أنت ألا تشعر بذلك؟
شو: بالطبع فلا غنى لي عنهم ثم يصمت لثانية و يعاود القول: تستطيعين أن تقولي بأن أسعد لحظاتي هي جلوسي معهم..
شيزونا: أهـ صحيح كدت أنسى.. فتحت حقيبتها و أخرجت قلم شو ملفوفا في منديل أبيض من الحرير.. أمسكت بيده و وضعت القلم ثم ضمت أصابعه حول القلم..
شيزونا: هذا قلمك لقد نسيته عندما جئت عند والدي.
شو ينظر لها رافعا حاجبه: شكرا لك لقد نسيته فعلا.. و لكن ما هذا المنديل؟
شيزونا: خشيت أن يتخدش القلم فوضعته في هذا المنديل..هل هناك مشكلة؟
شو يبتسم: لا على العكس و أين المشكلة..!
شيزونا: صحيح شو كون ماذا يعني جو للكتابة؟؟ لقد سمعت تلك الليلة عندما جئت أول مرة لمطعم نينو كون و هو يقول لك شئ عن جو الكتابة..
شو: اوه عن ذلك..نعم ففي بعض المرات احتاج لهدوء و جو نفسي جيد للكتابة.. هل تريدين أن أريك مكانا؟؟
شيزونا: في هذا الوقت؟
شو: إذا لم يكن في ذلك مشكلة.!
شيزونا تهز رأسها: لا أبدا أحب ذلك..
انحرف شو بسيارته و اتخذ طريقا أخر.. و بعد بضع دقائق وقف بسيارته أمام رصيف أبيض منقط و موزع على أطرافه أعمدة خافتة الإنارة.. و بعد حوالي خمسة أمتار من هذا الرصيف درجات من الرخام و تصل إلى شاطئ البحر..
و في الطرف الأخر صخرة مسطحة يمكن لشخصين أو ثلاثة فقط الجلوس عليلها..
نزل شو من السيارة و توجه نحو باب شيزونا التي لم تعطيه الفرصة ليفتح لها الباب بل أسرعت هي بفتحه..
شو متفاجئ و هو يبتسم: هل أنت مستعجلة إلى هذا الحد؟
شيزونا تهز رأسها: لا و لكني أردت أن أفتحه فقط.. يااااااا شو المكان رائعا جدا..
شو و الذي التفت فجأة و انتبه أنها قالت له (شو): نعم.. هذا هو مكان الذي أكتب فيه عادة..
شيزونا: جمييييييييييل بل راائع جدا.. إنه مكان حالم.. هل أستطيع أن أذهب لتلك الصخرة؟
شو: نعم بالتأكيد.. و لكن.. نظر لحذاءها العالي.. يجب أن تخلعي هذا حتى لا تتعثري..
شيزونا خلعته بسرعة: نعم بالتأكيد
مشيا الاثنان حتى أخر درجة و بعدها صعدا لتلك الصخرة المسطحة و التي كانت مواجهة لتيار الموج و الهواء..
و ما إن جلست شيزونا .. حتى انتفضت كتفيها سريعا..
شو نظر إليها: شيزونا تشان أخشى أن تصابين ببرد.. هل نعود الآن؟
شيزونا متجاهلة بردها: لا أبدا لا بأس.. و تنتفض مرة أخرى.
شو يضحك عاليا: يا إلهي إنك فعلا عنيدة..
خلع شو جاكيته و ضمه حول كتفيها: هكذا سأكون مطمئنا عليك..
شيزونا نظرت له مبتسمة: شكرا شو كون.. أنا حقا ممتنة لك..
شو ينظر للبحر: لم أفعل شيئا شيزونا تشان..استمتعي بوقتك..
تمدد شو على ظهره و صار يتأمل السماء فوقه بصمت، و كان هناك أمر ما يشغله..
بعد دقائق تمددت شيزونا بجانبه إلا أن مسافة قصيرة تفصلهما، و بقيا على هذا الحال الاثنان صامتان..
شيزونا (في نفسها): لماذا أريد الوقت أن يتوقف عندما أكون معك؟.. حتى لو نظل صامتين هكذا؟...
شو الذي لم يشعر بأنها قد تمددت بجانبه، و عندما أراد النهوض مط ذراعيه فاصطدمت يده بكتف شيزونا و التي نهضت فزعة..
شو احمرّ وجهه خجلا: اوه عذرا أسف هل تألمتِ؟
شيزونا تضحك: ماذا بك؟ لا لم أتألم.. و لكني سأتجمد من البرد..
شو يبتسم: إذن اعترفتِ أخيرا.. هيا بنا إذن..
نزل شو قبلها و احتارت شيزونا فالمكان مرتفع نوعا ما و قدميها عاريتين و جاكيت شو ثقيل..
التفت لها شو: هل أساعدكِ؟
شيزونا: سيكون هذا جيد؟
ابتسم شو و مد لها يده.. وضعت شيزونا يدها في يد شو و التي كانت دافئة..
شو يضحك: يا إلهي يداكِ متجمدة
شيزونا: لا بل يداك دافئتان..
ضم شو يدا شيزونا بين يديه وصار يحركهما بلطف لتدفئان.. شيزونا شعرت بتوتر فهما قريبان جدا و يديها بين يديه
شيزونا مبتسمة: هذا يكفي شو كون.. شكرا لك
شو: حسنا تقدمي أمامي..
مشت شيزونا أمامه حتى وصلا إلى السيارة.. و هما في الطريق
رن هاتف شو..