دروب الحياة 24

Mar 08, 2017 14:18


حدق إدوارد في وجوههم طويلاً ، قبل أن يقطع سكون الليل بقوله: ألست أنت من أراد اختبار مهاراتي القتالية؟ ، أشار بإصبعه لأحد الفتية أمامه والذي أجابه: وماذا إذاً؟ ، ابتسم إدوارد بسخرية: وماذا إذاً!! ... ليست لديك أدنى فكرة عمن تواجهه.
همس إيْبل في أذنه قائلاً: إنهم يريدونني أنا...لذا تجنب التورط معهم.
إدوارد: أنت من يجب عليه ذلك ، لا تنسى أن مركزك الاجتماعي أهم.
وجه نيك عصاه ناحية إيْبل يتوعده: سوف تندم على الندبة التي سببتها لي.
إيْبل: حسناً ، بما أنه ليس بحوزتي أي سلاح ، فأنا مضطر لهزيمتكم بيدي المجردتين.
تنهد شقيقه وخاطبهم قائلاً: سوف أكون كريماً معكم ، وسأريكم مهاراتي إذن .. لذا لننهي هذا الأمر بسرعة.
في منزل آل برندستون ، سالي وبرودنس لم تناما بعد وكانتا تتبادلان الأحاديث عبر الهاتف المحمول وكل منهما في غرفتها...
سالي : أذني تؤلمني بسبب الهاتف المحمول...هلا تحادثنا وجهاً لوجه؟
هزت برو رأسها نفياً : كلا ، لقد تجاوزت الساعة موعد النوم ، ولا نية لي بقضاء نهاية الأسبوع هذه في المنزل كعقاب من والداي.
تنهدت سالي بضجر : وماذا عن استخدام هاتف الغرفة؟
برو: غير ممكن ، سوف يتفقدان أوقات المكالمات غداً كالعادة ، وعندها سنكون في مشكلة.
استلقت على سريرها وتابعت ضاحكة: حياة الأثرياء صعبة!...ماذا تفعلين الآن؟
سالي: مستلقية على سريري ، أتصفح مجلة الأزياء و أرتدي قميص نوم أزرق ذو قلوب زرقاء ، وأنت؟
برو: الشيء نفسه إلا أن لون قميصي وردي.
سالي: أوه تذكرت ، ما رأيك بزيارة سوزان غداً؟ ، يبدو أنها مصابة بالحمى.
قطبت برودنس جبينها وقالت بانزعاج واضح: لا رغبة لي بالذهاب لزيارتها.
سالي: لم لا؟... إنها بالفعل حسنة الأخلاق ، ربما لم تُتَحْ لك الفرصة للتعرف عليها بشكل أفضل.
برو: كفى حديثاً عنها وعن مزاياها ، ألا يكفي أن أخاك رفضني بسببها!
أجابتها باندهاش: ومن قال أنه يحبها؟
ردت وهي تعبث بقماش الوسادة: لا أحد ، ولكن يبدو لي أنه معجب بها ، ولا أظنني مخطئة... ألا يراودك هذا الإحساس؟
سالي بحرج: ربما تكونين على حق ، وربما لا... على كل حال ، لم أعد أطيق ألم أذني ، سوف آتي لك حالاً ، ولا أكترث للعقاب.
خرجت سالي بحذر تتجه ناحية غرفة برودنس ، وأثناء ذلك لفت نظرها الضوء القادم من غرفة إيْبل ، مما جعلها تطرق باب غرفته إلا أنها لم تلق جواباً ، فتحته بهدوء ، فهالها منظره، أحد كميه كان ممزقاً ، والغبار يغطي وجنتيه وهذا قد أوحى لها بأنه قد خرج من معركة طاحنة للتو ، هرعت نحوه تتفحصه: ماذا حدث لك؟ ، كيف أصبت بهذا الشكل؟ ، هل تتألم؟ ، هل... ، أغلق فمها بيده وقال بإنهاك: ما الذي تفعلينه هنا؟...ألا يفترض بك أن تكوني نائمة؟.
سالي: طرقت الباب ولم تجبني!
إيْبل: وهذا يسمح لك بالدخول؟
دفعها خارجاً وهو يخاطبها: اذهبي لغرفتك هيا...أنا أريد النوم الآن.
استدارت ناحيته قائلة: تنام وأنت بهذه الحالة؟
أدارها مرة أخرى ناحية الباب: يا لك من فضولية!...اذهبي هيا.
أغلق الباب ، واستند عليه يتنفس الصعداء ، فُتح الباب المؤدي لدورة المياه الخاصة بغرفته ، ليخرج منها إدوارد: من التي كانت هنا قبل قليل؟
همّ إيْبل بالإجابة ، ولكن الباب فتح بقوة وعلى حين غرة ، فسقط أرضاً..
وقفت سالي مشدوهة لا تحرك ساكناً ، وقد التقت عيناها بعيني إدوارد ، نهض إيْبل متألماً: لم لا تطرقين الباب؟ ، لم تجبه ولم تنقل بصرها عن إدوارد أيضاً الذي ابتسم بتلقائية: مرحباً.
سألته باشمئزاز: ما الذي تفعله هنا؟
أجابها وابتسامته لم تفارق شفتيه: أزور أخي ، حضرة الكونتيسة.
سالي: ألا تعلم أن الوقت قد تخطى موعد الزيارة بكثير؟ ( ثم قالت مستدركة ) أوه نسيت أنك جديد في هذا المجتمع!
شدها إيْبل من ذراعها بشكل آلمها وقال حانقاً: لا تتجاوزي حدودك ، سالْ.
إدوارد: إيْبل ، لا داعي لهذا.
نظر إليها مبتسماً وانحنى معتذراً: آسف لكوني لست من مجتمعكم النبيل ، والذي يتقيد بهذه الأشياء، آنستي.
نظرت للنافذة المفتوحة وقالت: إذاً هذه هي وسيلتك للدخول؟
إدوارد: لسوء الحظ ، نعم.. وأعتقد أنها وسيلتي للخروج أيضاً ، إلى اللقاء.
إيْبل: انتظر، نسيت إخبارك.. أنت مدعو لحفلة الغد.
سالي: هاااااااااااه....ولماذا تدعوه؟
دفعها خارجاً للمرة الثالثة : أنت اذهبي لغرفتك يا فضولية.
سالي: أوه ، حسناً ولكن لا تنسى إخبار منسق الحفلات بأن يحضر مبكراً.
أغلق الباب وأقفله هذه المرة ، خاطب شقيقه: تفضل بالجلوس قليلاً.
إدوارد: شكراً لك ، ولكن يجدر بي الذهاب الآن ، لقد تأخر الوقت بالفعل ، وأبواب المدرسة ستقفل عما قريب.
إيْبل: حسناً كما تشاء ، ولكنك ستحضر للحفلة غداً.
قال متردداًً: في الحقيقة ، لست معتاداً على حفلات المجتمع الراقي، لذا لا أظن أني سأحضر.
إيْبل: توقف عن قول هذه الترهات ، أنا وآرثر قررنا دعوتك ، لذلك ستحضر شئت أم أبيت... كل ما عليك فعله هو أن تحضر غداً لنشتري الملابس اللازمة ومكملاتها لنا ولك.<< فاضيين...بكره الحفلة وتوهم بيشترون الأغراض.
ابتسم بالمقابل وقبل خروجه قال: بالمناسبة ، غرفتك تبدو رائعة!
ليلة الحفلة ..
آرثر: هيا بسرعة ، سوف نتأخر.
وقف إيْبل بجانبه ساخراً: هذا جزاء من يذهب للحفلة مع رفيقته ، ألا تعلم أن الفتيات يتأخرن دائماً؟
آرثر: لكن ليس لهذه الدرجة ، ثلاث ساعات لتستعد ، أكاد أجن!!!!
في هذه الأثناء دخلت الخادمة تخبرهما عن حضور إدوارد ، نظرا إليه وقد علت الدهشة محياهما، إيْبل: أهذا هو شقيقي حقاً؟
ابتسم إدوارد وقال : هذا ليس من طبعي بتاتاً ، أشعر وكأني أبله في هذه الملابس.
وقف إيْبل يتأمله من رأسه لأخمص قدميه ثم قال: لدينا مشكلة واحدة ، أو لنقل اثنتين.
وقف آرثر بجانبه يتأمله هو الآخر ثم قال: لا أرى سوى مشكلة واحدة ، ما هي الأخرى برأيك؟
نظر إليهما إدوارد: ماذا هناك؟
إيْبل: المشكلة الأولى والتي نراها نحن الاثنان هي...
آرثر: أنك بحاجة لتغيير ساعتك.
إيْبل: بالضبط .
نظر المعني بالأمر لساعته يتفحصها: وما خطبها؟.. لقد اشتريناها اليوم معاً.
آرثر: ولكنها لا تلائم ملابسك السوداء.
إيْبل: نعم ، هذه ذهبية اللون ، أعتقد أن اللون الفضي سيكون مناسباً ، ربما ساعة من فضة أو ألماس.
آرثر: ولكن ليس لدينا متسع من الوقت لشراء غيرها.
إيْبل: هذا صحيح ، كما وأن ساعاتي قد استعملت جميعها.
قال آرثر باستدراك: تذكرت!، أهداني والدي ساعة فضية من الألماس لم ألبسها قط ، يمكنك أخذها.
إدوارد: حسناً ، وما هي المشكلة الأخرى؟
أحضر الخدم الساعة المطلوبة ، وعندها قال إيْبل: المشكلة الأخرى هي أنك الآن قد أصبحت أوسم مني بكثير!!...سوف تسرق الأضواء مني هذه الليلة.
انطلقت ضحكات الفتية الثلاثة في المنزل ، لتصل مسامع سالي والتي كانت في طريقها إليهم، وقفت لعدة ثوانٍ تحدث نفسها " كم أكرهه ، وأكره ضحكته أيضاً " ، تحسست ذراعها بحزن وقد تذكرت ما حصل الليلة الماضية " ولكني مرغمة على معاملته بلطف ، على الأقل هذه الليلة فقط " ، تصنعت الابتسامة وتوجهت ناحيتهم ، نظر آرثر إليها وقد برقت عيناه إعجاباً ، رفعت نصف شعرها والنصف الآخر تركته منسدلاً ، وقد ارتدت ثوباً أزرق بلا أكمام ، وبالإضافة إلى الألماس الذي كانت تتزين به ، فقد بدت خلابة تلفت الأنظار ، عبر آرثر عن إعجابه بنظرة وابتسامة أخجلتها ، ألقت التحية وانصرفت معه إلى الحفلة.
كانت الحفلة أفخم مما تصوره الحاضرون ، ابتداءً بأرقى ماركات العطور والساعات العالمية التي أهديت للجميع ، وانتهاءً بلوحات أشهر الفنانين المعلقة على الجدران ، بالإضافة إلى الأوركسترا التي أحيت الحفلة . استمتع الجميع بوقته ، ماعدا آنسة لفتت انتباه إدوارد منذ دخوله ، بدت في أبهى حلة لها ، كان شعرها مرفوعاً ، *فستانها زهري ذو أكمام مفتوحة في الوسط، نظراتها وحتى سكناتها كانت تلفت انتباهه ، اقترب منها وألقى التحية ، نظرت إليه بابتسامة فبادلها الابتسام ثم قال: هل لي بمعرفة سبب وقوفك وحيدة هنا آنستي؟
أجابته: وهل يهمك معرفة ذلك؟ ، إدوارد: يهمني جداً ، آنستي.
- تناديني دائماً آنستي ، أنسيت اسمي أم ماذا؟
ابتسم بلطف: وهل يتسنى لمن يعرفك نسيان اسمك ، آنسة برودنس؟
حولت بصرها ناحية الأرض خجلة ، فأعاد طرح سؤاله على مسامعها ثانية ، أجابته بابتسامة خجل: رفيقي لم يستطع الحضور ، وكما ترى أصبحت زهرة تزين الحائط.
همس في أذنها قائلاً: ويا لحسن حظ هذا الحائط!
اضطربت أنفاسها ولم تستطع النظر في عينيه ، تفرس ملامح وجهها الخجلة بشفافية ، وسألها : هل لي بأن أظفر بمرافقة حسناء الحائط هذه الأمسية؟
تلعثمت في إجابتها فقال : لديك الحق في أن ترفضي ، فشبان الطبقة الراقية يملئون المكان.
برو: كلا ، لم يخطر هذا ببالي أبداً ، ولكن ألن تنزعج رفيقتك من هذا؟
حدق فيها مبتسماً وهو يقول: جئت منفرداً وبدون رفيقة.
أظهرت اندهاشها فعلّل ذلك قائلاً: لم يتسنى لي الوقت لفعل ذلك ، إذاً...؟
ابتسمت بعذوبة: من دواعي سروري.
اصطحبها إلى ساحة الرقص ، وهناك قضيا أمتع اللحظات وهما يتحادثان ويتراقصان على المقطوعات الموسيقية...

دروب الحياة

Previous post Next post
Up