(no subject)

Mar 02, 2011 02:00

الثالثة بعد الظهر
      تبدو لي الدنيا بعض الأحيان كدوامة يجب مقاومة جذبها لكي تظل عائماً عليها. لعلني اتكلم هكذا لكوني "مدنياً" - أي أني اعتدت العيش في المدن لأغلبية حياتي القصيرة - و لكني لا آلف الريف فلا أريد تحليل ملامحه. أبحث عن الجمال في كل لحظة من لحظاتي اليقظة و أظن أن كثيراً ما، من شدة رغبتي في التقائه تظهر لي البشاعة و هي تتدفق من زوايا و أركان غير متوقعة.

الرابعة بعد الظهر

لماذا يظل في قلبي هذا الإحساس الشديد بالوحدة؟ هل أفرضها على نفسي لكي أتعالى على الآخرين؟ فأينما كنت و كم كان الناس الذي يحيطون بي في أي اجتماع متنوعين، إني أحس بنفسي مختلفاً غير منسجماً في الموقف. إن الشجر تحتاج إلى السقاية بالمياه و لكن جذورها لا يمكن أن تُغرس في أمواج البحر. تجذبني التيارات هاهنا و هناك و أنا أحاول أن أسلك طريقي إلى المجهول. أتأكد أني لست وحيداً في مثل هذه المشاعر التي تجلو إلى خاطري كل بضعة أيام.

الثانية صباحاً

الكلمات تقطر قطرة فقطرة من داخلي مقاومةً جهدي لاقتلاعها. متى سأعثر على صوتي؟ يشابه هذا التساؤل تساؤل آخر وهو متى سأعبر هذا الجسر اللانهائي من عمري الذي يظل مترامياً أمامي مهما مشيت عليه؟ أتلهف إلى الوصول عدا أن ضباباً ما يحول دوني و دون الطرف الآخر و أنا أعلم أن تحته هوة لا يجدر بي التطلع إليها.

الحادية عشرة صباحاً

متى )وأين( سأستيقظ من الغيبوبة التي أشعر بنفسي قد وقعت فيها منذ مجيئي هنا؟ القاهرة هي صارت الدوامة التي تتزامن و الغيبوبة ولكن هل هي تسببت فيها؟ كلما أحاول الخروج عن الدوامة بل تمييزها عن  وضعية المكان الملموس ينهيني ذهني عن ذلك و تتشتت أفكاري. إني أكرر نفسي و لكن لا بأس. هذه المواجهة بيني و بين نفسي ستيسمر و ستمتحنني إلي أن أصل إلى الجانب الآخر من هذا الجسر.

السابعة و نصف مساءً

لا أحد يطلعني على ما يحدث ونحن في قلب الموقف و يُترك لي استطلاع الأمور واستفهامه لوحدي. لا استطيع أن أحدد كم وقتاً سيأخذني هذا ولكن لا يهم. إذا لم استطع الاندماج أبداً فبوسعي عدم الانشغال  بعدم تفهمي. فلتفهمني الأمور نفسها إن عاندت إلى هذا الحدّ!
Previous post Next post
Up