HEIKAL

Feb 18, 2016 12:17






PS From: http://gate.ahram.org.eg/News/859142.aspx

وطوال أيام الحرب من‏6‏ وحتي‏20‏ أكتوبر كنت مع الرئيس‏'‏ السادات‏'‏ كل مساء وحتي قرب منتصف"
الليل في قصر الطاهرة وكان يقيم فيه أيامها ومعه مكتب اتصال يحتل‏'‏ بدروم‏'‏ الدور الغاطس تحت الأرض‏.‏
وكتبت له خطابه الذي ألقاه في مجلس الشعب يوم‏16‏ أكتوبر‏1973‏ وعندما عاد بعد إلقائه اتصلت به من الأهرام أبلغه بما أعلنته رئيسة وزراء إسرائيل من أن جيش الدفاع‏(‏ الإسرائيلي‏)‏ يواصل عملياته ويتقدم غرب القناة‏(‏ وكانت تلك أول أنباء عن الثغرة‏)‏ وطلب أن أنتظره علي التليفون دقيقة يتصل فيها بالمشير‏'‏ أحمد إسماعيل‏'‏ وعاد إلي ومعه طمأنينة لم أحسبها كافية‏،‏ وطلب إلي أن أتصل بنفسي بـ‏'‏ أحمد إسماعيل‏'‏ وأسمع منه وفعلت ومرة أخري عاودني الشعور نفسه‏.‏

وفي يوم‏17‏ أكتوبر حضرت معه لقاء واحدا ضمن ثلاثة لقاءات أجراها مع رئيس الوزراء السوفيتي‏'‏ إليكس كوسيجين‏'‏ وكان قد جاء في زيارة سرية للقاهرة ولم يكن ما سمعته مشجعا‏.‏

ومساء‏20‏ يناير ظهر الخلاف بيننا علنيا في موضوع قبول قرار مجلس الأمن رقم‏338‏ فقد أبديت تحفظات عليه وفي حضور المهندس‏'‏ سيد مرعي‏'‏ والسيد‏'‏ حافظ إسماعيل‏'‏ والدكتور‏'‏ أشرف مروان‏'.‏

وطرحت تعديلات علي نص القرار ـ لم يقبل بها‏.‏

وطرحت أهمية التشاور مع سوريا قبل قبول القرار‏،‏ وكان رأيه أن السوفيت سوف يقومون بإخطارهم وعلقت بأنهم شركاء لنا في الحرب وليسوا شركاء السوفييت ـ ولم يقتنع‏.‏
ورجوته كخط دفاع مأمون أن ينتظر حتي يجيء المراقبون الدوليون لضبط خطوط وقف إطلاق النار‏،‏ خصوصا أن فريقا منهم جاهز في‏'‏ قبرص‏'‏ ووصوله إلي هنا مسألة ساعات مع تذكر تجربة أن الإسرائيليين لن يحترموا قرارا من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار بل سوف يستغلونه إلي أبعد مدي يستطيعون الوصول إليه‏.‏

ورد علي أمام الجميع‏:'‏ بأن لديه تعهدًا أمريكيًا مكتوبًا بتوقيع‏'‏ نيكسون‏'‏ وهذا في نوعه أنفع وأجدي ألف مرة من أمم متحدة لا تحل ولا تربط‏!'.‏

وقلت ما مؤداه‏:'‏ إنني مشارك لسنوات طويلة في اتصالات ومحادثات مع إدارات أمريكية متعاقبة منذ سبتمبر‏1952،‏ وبالتالي فقد خبرت مراوغات السياسة الأمريكية وتعلمت أن أسمع ـ ثم أبحث ـ ثم أشك‏،‏ ثم اكتشف أن الكلام في الخطاب الأمريكي شيء والفعل نقيضه إذا لم يحاذر من يفهم الأمر‏!‏

ورد بما ملخصه‏:‏ ‏'‏أن الاتصالات هذه المرة علي مستوي آخر‏-‏ غير مسبوق‏!-‏ فهي بينه وبين الرئيس‏'‏ نيكسون‏'(‏ رئيس الولايات المتحدة وقتها‏)‏ وهي تحتوي علي تعهدات مكتوبة موقعة بإمضاء رئيس أكبر وأقوي دولة في العالم‏'.‏
وأضاف مؤكدا‏:'‏ إن الاتصالات هذه المرة تختلف في كل شيء عن كل ما سبقها‏'.‏

"‏(‏ولم أكن أعرف شيئا عن هذه الاتصالات حتي عثرت علي نصوصها في واشنطن بعد خمس عشرة سنة‏!)‏

egypt, journalism, Египет, журналистика

Previous post Next post
Up