ما أعرف يقوِّض ما أريد.
*
يأتي وقت لا يقلد المرء فيه إلا نفسه.
*
الكآبة تتغذى من ذاتها، ولهذا لا تعرف كيف تتجدد.
*
على أية حال، لم أُضِع وقتي، أنا أيضا تمرغت، كأي إنسان، في هذا الكون الزائغ.
*
إن تطبيق المعاملة ذاتها على الشاعر وعلى المفكر تبدو لي خطأ في الذوق. ثمة مجالات لا ينبغي أن يقترب منها الفلاسفة. تفكيك القصيدة كما تفكك منظومة (فلسفية) هو جريمة، بل عمل تدنيسي وانتهاك حرمات.
أمر مثير للفضول: الشعراء يبتهجون عندما لا يفهمون ما يكتب عنهم. ذلك أن الرطانة تغريهم وتوهمهم بتحقيق تقدُّم. هذا الضعف يجعلهم دون مستوى نقادهم وشارحيهم.
*أفضل طريقة للتخلص من العدو هي أن تمدحه أينما حللت. سوف ينقلون إليه ذلك فلا تبقى لديه قوة لإزعاجك: لقد حطَّمتَ قوته … وسوف يواصل حملته ضدك دائما، لكن من دون صرامة وبأس، إذ يكون قد كف لا شعوريا عن كرهك. لقد هُزم وهو يجهل هزيمته.
*
أولئك الأبناء الذين لم أرغب في مجيئهم ، ليتهم يدركون السعادة التي يدينون لي بها!
*
لا يسكن المرء بلادا، بل يسكن لغة. ذلك هو الوطن ولا شيء غيره.
*
الانتعاظ أو هزَّة الجماع ،ذروة؛ اليأس أيضا. أحدهما يدوم لحظة؛ والثاني يدوم حياة.
*
من يعِشِ الخلود يفوِّتْ… سيرته الذاتية. وفي خاتمة المطاف لا تكون ناجزه أو مكتملة إلا المصائر المحطمة.
*
الحلم، بإلغائه للزمن، يلغي الموت. والموتى يستغلون ذلك كي يزعجونا. البارحة رأيت أبي. كان كما عرفته دائما. ومع ذلك ترددت قليلا. وإذا لم يكن هو؟ تعانقنا على الطريقة الرومانية، لكن كما هي الحال معه دائما؛ من دون دفق حنان، من دون حرارة، من دون إظهار مشاعر الفرح مثلما هو متبع لدى شعب منفتح. وبسبب تلك القبلة المتحفظة، الثلجية، تيقنت أنه هو، فعلا. استيقظت وأنا أقول لنفسي إن المرء لا يبعث من الموت إلا دخيلا، منغِّصا، وإن ذلك الخلود المزعج هو الوحيد الموجود.
*
النقد تفسير خاطئ ومعكوس: ينبغي أن تتم القراءة من أجل فهم الذات، لا من أجل فهم الآخر.
*
كل رغبة تبعث في داخلي رغبة مضادة، بحيث، مهما فعلت، لا أجد قيمة إلا لما لم أفعل.
*
"سوف تحل نهاية الإنسانية عندما يصير الجميع مثلي" هكذا قلت ذات يوم، في سَوْرَةٍ لست مؤهَّلاً لوصفها.
*
ما أشدَّ ما كان البشر يتبادلون الكراهية في الظلمة وعفونة الكهوف! هذا ما يجعلنا نفهم لماذا لم يرغب الرسامون الذين كانوا يتعيَّشون داخل تلك الكهوف، في تخليد وجوه مَنْ يشبهونهم وفضلوا عليهم وجوه الحيوانات.
*
كثيرا ما ينبجس الجوهري إثر حديث طويل. الحقائق الكبرى تقال على العتبات.
*
الرسالة الجديرة بهذا الاسم تكتب تحت وطأة الإعجاب أو الاستنكار، أي المبالغة في كلتا الحالتين. لهذا نفهم لماذا تكون الرسالة الجدِّية رسالة ميتة في المهد.
*
تغيير الكاتب لغتَه يعادل كتابةَ رسالةِ حبّ بوساطة قاموس.
*منقول*